في العاصمة أسمرا غيب الموت عنا المناضل / محمد عمر سوبا
نقل النبأ التليفزيون الإرتري والذي تضمن تصريحا مقتضبا لوزارة الإعلام الإرترية نعت فيه رحيل الفقيد حيث كان يشغل بها مديرا عام لقسم الصحافة, جاء في الخبر أن الشهيد/ محمد عمر سوبا كان من قدامي المقاتلين الذين عاصروا مسيرة الكفاح المسلح منذ وقت مبكر حيث التحق في صفوف جبهة التحرير الإرترية في العام 1974 وتولي عدد من المهام داخل الوطن وخارجه حتي العام 1988 , حتي قرر العودة إلي الوطن الذي أستقر فيه إثر الإستقلال , مؤديا رسالته ودوه الوطني في مجال الإعلام إلي أن وافته المنية بصورة مفاجئة يوم الثلاثاء الموافق 18 يونيو 2013 عن عمر يناهز الثالثة والستين وشيعت جنازته بمقبرة الشهداء
بأ سمرا.
والجدير بالذكر أن الشهيد/ محمد عمر سوبا من مواليد قرية – سناكو – في ضواحي مدينة “صنعفي” في أقليم أكلي قزاي, تلقي المراحل الأولي من تعليمه في ” إيغيلا ” بالمدرسة التي انشاها المرحوم / صنوبرا دمنا, وأكمل مسيرته التعليمية في السودان ومصر حيث تخرج وبمرتبة الشرف من كلية العلوم – جامعة عين شمس في العام 1974, ولم يتخلف أثنائها عن أداء دوره والتزاماته الوطنية فأمتازت تلك الفترة من حياته بالعمل في مجال الفعاليات الجماهيرية حيث نشط في إطار الأتحاد العام للطلاب الإرتريين بمصر وفي العراق الذي أنتقل إليه بعد تخرجه للعمل بينما كان في الوقت نفسه يتردد إلي الميدان قبل أن يتفرغ لأداء واجبه الوطني ليقتفي أثر من سبقوه شهداء في مسيرة الثورة والكفاح .
ذلك أن الراحل/ محمد عمر سوبا جذر أسرة عريقة في النضال والتضحية في سبيل الوطن, أستشهد شقيقه الأكبر المقاتل في صفوف جبهة التحرير الإرترية محمد نور سوبا في العام 1976 . وهوأبن عم كلا من المناضلين أحمدين سوبا من الفدائئين الأوائل الذين نفذوا أول عملية فدائية بقيادة الشهيد/ سعيد حسين داخل مطار أسمرا في العام 1962 , وأبن عم الشهيد/ عمر سوبا الذي أستشهد في دنكاليا في عمليات التصفية التي قامت بها قيادة جبهة التحرير الأرترية ضد التوجهات والحركات الأصلاحية داخلها, وقد لوحق لهذا السبب الراحل/ محمد عمر سوبا نتيجة لصلة القرابة التي تربطه والشهيد / عمر سوبا في الميدان وتعرض للمطاردة والإعتقال خلال تلك السنوات حتي تمكن من الدخول إلي السودان.
التحق المناضل/ محمد عمر سوبا بعدها بصفوف قوات التحرير الشعبية عضوا بالمجلس المركزي وعمل في مجال الإعلام حتي نهاية الثمانينات قبل أن يتعرض مجددا للإعتقال في العام 1988, ثم في الوقت الذي أشتد فيه الصراع بين فصائل الثورة الإرترية تم أقتياده من داخل المعتقل من قبل الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والتي كانت تفرغت أنذاك في عمليات تصفية ومطاردة الفصائل الإرترية وتحقيق سياسة الإنفراد بالميدان, حيث تم نقله ضمن مجموعة أخري من المعتقلين من سجن إلي أخر ليقضي هناك سنوات أخري من الإعتقال في سجونها سيئة الصيت إلي أن تم أطلاق سراحه العام 1991.
أستقر الشهيد/ محمد عمر سوبا في وطنه إرتريا بعد الإستقلال وعمل مديرا لتحرير صحيفة ” إرتريا الحديثة ” وأرتقي لمنصب المدير العام لقسم الصحافة في وزارة الإعلام الإرترية قبل أن ينتقل إلي بارئة بعد حياة حافلة بالكفاح والعطاء والتضحية في سبيل الوطن .